في ذكري الوزير ” عبد القادر البدري ” (1921-2003)

                                                                                      عبداللقادر البدري في ذكري وفاته
                                                                                                (1921-2003)

صورة
في زمن فقدت فيه الذاكرة الليبية.. يوم الغد 13 فبراير نتذكر مرور الذكري الحادية عشر لوفاه احد رجال و جنود عهد الاستقلال في زمن البناء والعطاء للوطن .. في عهد كان فيه الوطن احوج للوطنيين والأوفياء والشرفاء, فلبى النداء رجال صدقوا الله ما عهدوا عليه ..

عبدالقادر عبدالقادر البدري ولد في منطقة (الأبيار) عام 1921م، وتوفي والده وهو في بطن أمه.فحمل اسم والده من بعده, تلقى تعليمه الابتدائي في المدارس الدينية ثم في مرحلة شبابه اتجه إلي النشاط الزراعي والتجاري وكان يعد من احد أغنياء مدينة بنغازي والمنطقة الشرقية .في مطلع الستينيات قام ببناء أكبر وأفخم مسجد في مدينة بنغازي .. وهو جامع البدرية الذي كتب مجرمو سبتمبر على جدرانه عبارة: [ أسرق وصدق يا عدو الله ] كما، قام الإنقلابيون بمصادرة كافة أملاكه وممتلكاته .. بدأ السيد/ عبدالقادر البدري حياته السياسيّة بعضويته في مجلس نواب برقة عن دائرة (توكرة) عام 1950م. وبعد الاستقلال، أصبح نائباً في أول مجلس نوَاب ليبي عام 1952م، واستمر نائباً عدة دورات نيابية. و تم تعيينه وزيرا للصحة في حكومة السيد عبدالمجيد كعبار , و وزيرا للصناعة في حكومة محمد عثمان الصيد ثم وزيرا للأشغال العامة في حكومة السيد محمود المنتصر الثانية , و وزيرا للإسكان والأملاك الحكوميّة في حكومة السيد حسين مازق. واختير رئيساً للحكومة في وقت كانت البلاد تمر بأزمة سياسية حادة لفترة دامت ثلاثة شهور من
 1 يوليو 1967م إلى 25 أكتوبر 1967م. كان شديداً مع البعثيين والقوميين الذين كانوا يعملون بشكل سري من أجل قلب نظام الحكم الملكي. ورفض تدخلات الحكومة المصرية في الشأن الداخلي الليبي عبر سفارتها وقنصليتها في ليبيا، وكان قلقاً من دور بعض وسائل الإعلام المصرية من تعبئة الليبيّين وتحريضهم ضدَ حكومتهم. عبَر للملك إدريس ذات يوم عن قلقه من الدور المصري، كذلك، انزعاجه مما يدور في أوساط الجيش الليبي، ومن نفوذ العقيد عبدالعزيز الشلحي في الجيش. و الحق يقال كان البدري على خلاف مع حاشية الملك (آل الشّلحي) لدرجة أنّه رفض تجديد جوازات السفر الدبلوماسيّة لعائلة إبراهيم الشلحي الممنوحة لهم بموافقة الملك.
كان السيد عبد القادر البدري من بين الستة عشر نائبا الذين عارضوا المعاهدة الليبية البريطانية عام 1953م، واعتبر منذ ذلك الوقت أحد زعماء المعارضة في مجلس الأمة. تعرض بعد الانقلاب للاعتقال و التحقيق شبه اليومي وفرض عليه اقامة جبرية في بنغازي ، وأُعدم أبنه (عصام) مع مجموعة من الشباب عام 1987م بعد اعتقالهم ضمن مجموعة كبيرة أخرى من الشباب عقب مقتل أحد العناصر التابعة لحركة اللجان الثوريّة. وقد تم عرض عملية الإعدام في التلفزيون الليبي أمام المشاهدين مساء يوم 17 فبراير/ 1987 مع تسع شباب كانوا قد اعتقلوا ضمن حملة واسعة من الاعتقالات توفي السيد/ عبدالقادر البدري يوم 13 فبراير 2003م، ودفن بالمليطانية شرق ليبيا. رحم الله رجال ليبيا.
نشر في صحيفة الكلمة يوم 15-2-2013 في العدد الصادر 449