كشاف مرة .. كشاف للابد

 ارتبط الاول من فبراير في ليبيا بذكري جميلة و رائعة تحمل و تحتضن كل المعاني الوفاء والعطاء والوطنية .. بعيدة عن كل التعصبات والاختلافات .. فقط ليبيا الوطن …. في الاول من فبراير تآسست الحركة الكشفية الليبية ( كشاف ليبيا ) الذي جمع الشباب حول بؤرة امل و عمل مخلص علي الدوام للوطن فقط..  فغدا تمر الذكري الواحد و الستون  لتاسيس الحركة الكشفية  (1. 2. 1954.) ففى مثل هذا اليوم كون الاستاذ على خليفة الزائدى رحمه الله اول فرقة كشفية ضمت 37 كشافا فى مدرسة طرابلس الثانوية بعد عوته من بيروت … ثم انتقلت الي برقة لتبدآ علي يد مؤسسها منصور محمد الكيخيا وعبدالقادر غوقة وعبدالحميد عمران وخليفة الباح ومنصور بن عامر وعبدالقادر الاطرش وسليمان الضراط وابراهيم البقرماوى وابراهيم جعفر ومحمد عبدالله المحجوب .. وغيرهم . و في فزان .. محمد الحضيرى وسالم حسين وحسن الشغيوى وبلقاسم بوخريص ومحمد ابراهيم الوافى. .فى عام 1958 تشكلت اول هيئة قيادة لكشاف ليبيا برئاسة الزائدى وتم الاعتراف دوليا بكشاف ليبيا عام 1959 فى المؤتمر الكشفى العالمى فى الهند . ثم بعدها  عام 1958  تآسست حركة المرشدات وصدر عام 1961 المرسوم الملكى بقانون الحركة الكشفية وحمايتها واسهمت الحركة فى الانشطة التطوعية الخيرية وتنامى عدد الفرق واصبح لكشاف ليبيا سمعة دولية وعربية رائعة وجسد عنوان الوحدة الوطنية بين الشباب الليبى وقدم للوطن اجيالا متواصلة اعطت دون مقابل فى كافة المجالات . بعد فبراير ضل الكشفي دائما علي عمله الدوء المخلص قدم الكثير ولازال يقدم دوم ملل او كلل او انقطاع. قدمت الفرقة الكشفية ايضا شهداء في سبيل الوطن سواء كان بالكلمة او بالنفس.

الاصدار الاول لطابع بريد صدر في ذكري العاشرة لتآسيس الحركة الكشفية

200630_10152121607015931_225213498_n

الاصدار الاول في يوم افتتاح المخيم الكشفي في غابة جو دايم – افتتحه ولي العهد.

1478987_10201122515640786_305904636_n

ولي العهد الامير حسن الرضا في افتتاح المخيم الكشفي في غابة جو دايم 1964

1077870_184355181739956_1730009320_o

1495182_542271002529026_827765199_o

احد صور اغلفة مجلة جيل ورسالة – الملك ادريس يعانق احدي الزهرات واحد الكشفين.

10177881_820575251328167_7691396446431872497_nالكشفي ” القائد” الشهيد توفيق فرج بن سعود . احد شباب بنغازي المتميزين التحق الفرقة الكشفية في بداية الالفية عرف عنه بحسن الخلق والعطاء والابداع و حب الوطن.

استشهد في سمبتمبر 2014 في مدينة بنغازي التي احبها اثر رصاصات غادرة و احتضن ترابها ثراه الطيب.

555663_452079208147475_2065556147_n

صورة  اخري للشهيد توفيق بن سعود . احد المخيمات الكشفية – بنغازي – 2002

540178_270601596377821_1121117283_nالشهيد ” القائد الكشفي” مهند اسامة بن صادق – استشهد في العقيلة – مارس 2011 

545898_462815760407153_166972120_n

مبروك عيدك يا كشاف ليبيا

الي آين

 الي اين
كالعادة و كما اعتدنا من الشعوب العربية بعد انتفضوا وثاروا علي ماقامت به الصحيفة الفرنسية من رسومات مسيئة لرسولنا الكريم محمد صلي الله و عليه وسلم و ما تبعها من هجوم دموي من بعض الذين لا يمثلون الاسلام من باب انتقام للرسول عليه السلام .. و ثم الهجوم الاعلامي علي المسلمين .. و ضجة اعلامية ومظاهرات و مقالات و حوارات ولقاءات ثم كل شيء توقف.
الان هدآت العواطف . وتلاشت المقالات بين مؤيد و معارض و محرم و محلل .. و كل شيء ذهب مع الرياح .. اين الحكم مما حدث؟  او الا يوجد حكيم؟
في البداية اود ان اقول لا للتعميم من الطرفين فالاية من القران صريحة و واضحة:
( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۗ إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا    الصَّلَاةَ ۚ وَمَنْ تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ) صدق الله العظيم . ( فاطر :١٨)

فنحن المسلمين نمتاز بسرعة  الغضب بسبب فعل عدد صغير من الافراد الذين لا يمثلون الا نفسهم و قاموا بالاساءة.. هم من اسائوا وليس دولتهم او شعبهم. وفي هذا المنعرج ايضا نحن لم نتقبل منهم عندما عمم احدهم وصف هذه الحادثة ارهابية و ان الدين الاسلامي يدعو الي الارهاب والقتل والعنف! فلماذا نغضب ؟.. ليس اولها احداث سبتمبر عندما اعترض المسلمين ان هذا العمل هو عمل الفردي ولا يمثل الاسلام.  و نتذكر الاية الاخري بعد بسم الله الرحمن الرحمين
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) (المائدة: ٨).

الم تكن هناك لحظة تدبر وتفكر..  ونسآل انفسنا كيف سيتعامل الحبيب لو كان بيننا اليوم ؟ كيف سيتصرف في مثل هذه المواقف ! الا يتسال البعض؟ او كيف كان سيواجه مثل هذه المواقف ثناء رسالته وتآدية امانته ؟ .. اقول لكم حكايتين من السيرة درسناهم جيدا و حفظناهم منذ صغرنا .. و تعلمنا دائما ان نآخذ الحكمة والعبرة للمستقبل.
عبدالله بن ابي بن سلول رآس المنافقين .. و هو عائد مع المسلمين في احدي الغزوات  الي مدينة كان يحكي اصحابه  ويصف الرسول عليه سلام وقال : “ سم من كلب ياكلك. والله لو ان عدنا الي المدينة ليخرجن منها الاعز الاذل “ بهذه الكلمات كان يصف بها الرسول علي الصلاة و السلام .. هذه العبارة هي اسواء بكثير بالالف المرات من الكاريكاتير المسيئ.
كيف تعامل الرسول الكريم؟
فقال عمر بن خطاب في لحظة غاضبة..” دعني اضرب عنقه يا رسول الله” .. فآجبه المصطفي بكل حكمة و وقار وكآنه يخلد هذه الدروس لامته من بعده . ليوم مثل هذا . فقال لعمر:”  لا بل نترفق به ونحسن اليه طالما معنا اخشي ان يقول الناس ان محمد يقتل اصحابه ” .
حكاية اخرا من زمن النبوة
كانت قريش لا تكف اذي و سب وهجاء الرسول محمد صلي الله عليه وسلم .. كانت تسميه ” مذمم “
فلما جاء الخبر الي محمد صلي الله عليه وسلم . فقال قولته المشهورة ” فانظرو كيف يهجونني .. و صرف الله كلامهم عني .. هم يهجنوني بالمذمم وانا محمد “
المصطفي عليه السلام كانت لديه رؤية كبيرة  قضية كبيرة هي امة المسلمين و هدف اكبر واسمي من هذه التفاهات .. كيف تغرس الاخلاق و المعاملات مع الاخرين .. كيف ان تكون حليم في لحظة غضب .  كآن هذه الدروس كانت عبرة للمسلمين من بعده .. كانت الرؤية كبيرة وعظيمة لديه وليس وقت للتفاهات بكل اختصار. اهمال التفاهات كما اوصانا. الا يجب ان نتآسي به؟ ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) ( الاحزاب :٢١)

 و حكاية اخرا .. في عام الحزن .تكالبت الأحزان على النبي صلى الله عليه وسلم وزادت عليه همومه وتضاعفت بوفاة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وعمه أبي طالب في عام واحد، فـخديجة كانت خير ناصر ومعين له -بعد الله تعالى-، وعمه كان يحوطه ويحميه ، ويحبه أشد الحب، وضاعف من حزنه صلى الله عليه وسلم أنه مات كافراً .

فاستغلت قريش غياب أبي طالب فازدت من إيذائها للنبي صلى الله عليه وسلم وتضيّق عليه، وكان أبو لهب من أكثر الناس كراهية للدعوة وصاحبها صلى الله عليه وسلم ، حتى إنه كان يلاحق النبي صلى الله عليه وسلم في موسم الحج ، وفي الأسواق يرميه بالحجارة ويقول : ” إنه صابئ كذاب “، ويحذر الناس من اتباعه، فضاقت مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد به الحال، حتى فكر في أن يتخذ أسلوبا آخر في دعوته بتغيير المكان، علَّه أن يجد قبولاً، فاختار الخروج للطائف، حيث كانت تمثل مركزاً مهماً لقريش. فعزم على الخروج إليها راجياً  أن تكون أحسن حالا من مكة، وأن يجد من أهلها نصرة، فخرج على أقدامه حتى لا تظن قريش أنه ينوي الخروج من مكة، وكان في صحبته زيد ابن الحارثة . و بدأ صلى الله عليه وسلم بسادات القوم الذين ينتهي إليهم الأمر، فكلمهم عن الإسلام ودعاهم إلى الله، فردوا عليه رداً قاسياً، وقالوا له: اخرج من بلادنا، ولم يكتفوا بهذا الأمر، بل أغروا به سفهاءهم وعبيدهم فتبعوه يسبونه ويصيحون به ويرمونه بالحجارة، فأصيب عليه الصلاة السلام في قدميه حتى سالت منها الدماء، وأصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن  والتعب ما جعله يسقط على وجهه الشريف ، ولم يفق إلا و جبريل قائم عنده، يخبره بأن الله بعث ملك الجبال برسالة يقول فيها: إن شئت يا محمد أن أطبق عليهم الأخشبين، فأتى الجواب منه عليه السلام بالعفو عنهم قائلاً: ( أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ) .. لم يرضي الرسول ان يؤذيهم او ينزل البلاء بهم .. بل صبر و اتقي والله ودعا الله لهم بالهداية .. لعلي منهم من يهتدي .. كان عليه السلام هدفه اسمي من كل شيء تبليغ الرسالة الاسلام بالسلام و المحبة و ليس القتل والانتقام ..
و اخيرا اقول ان الاستهزاء سيستمر الي يوم الدين لن ينتهي و لن يتوقف فهو سنة كونية .. فالعالم فيه اكثر من ستة بليون من البشر . من يستطيع ان يتحكم فيه ؟ كان الحبيب يستهزء به و هو علي قيد الحياة فمبال بعد وفاته! .. ما علينا الان نهمل هذه التفاهات و ننظر بعين واحدة نحو اخلاقنا واعمالنا و عبادتنا وان نحسن من تصارفاتنا .. فالدين معالمة و حسن خلق قبل ان يكون عبادة .. فالاسلام لم يكون يوما بالقتل او تهجير او قطع الرقاب .. الاسلام من السلام .. و ايضا ليس الركض خلف العاطفة قبل التفكير .. ولا احد ينكر اننا شعب يذهب وراء عاطفته قبل عقله .. من اجمل العبارات الجميلة التي قيلت للشيخ رشيد رضا “ الجمو نزوات العواطف بنظرات العقول . وانيرو اشعة العقول بلهيب العواطف “ اتمني ان تتغير النظرة والتفكير المسلمين بنظرة اوسع بعيدة المدي و ان يهملوا التفاهات ليعزوا الاسلام والمسلمين.  واخرا اريد ان انهي بالاية العظيم التي تكمن في حل جميع مشاكلنا في حياتنا الدنيا . قال تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ( ال عمران:٢٠٠) صدق الله العظيم. والله ماوراء القصد